كم سأتحمل بعد
منك تعلمت معنى الحب
ومن تصرفاتك تعلمت معنى الغضب
بكثرة حيلتك خسرت هذا القلب
يا ليتني لم أعط لنفسي فرصة للحب
ولم أقل لقلبي انهض، جرب ولا تهب
قبلت حبك بصدر رحب
ولكنك لم تعطني سوى الكره والتعب
تقبلت الوضع ولم تسمع مني لوما ولا عتب
لم أزعجك لا بصدق ولا بكذب
دست على قلبي ورميته في نار ذات لهب
رضيت لك السعادة وأهنت نفسي وأنت تعرف السبب
ماذا تنتظر بعد؟
هل تظن أنك أنت السيد تجدني عند الطلب
لا سيدي فانا بعبدة ولا أنا بكلب
كنت أظن أن الجنة ندك لكني لم أجد سوى الجو الرطب
وجدت سماء مليئة بالسحب
فماذا أفعل سوى أن أقول يا رب
يقال أن الحب يصنع العجب
لكن هذه الكلمة يقولها كل من هب ودب
شيء ما يجرح قلبي وأنت تعرف ما هو يا سيد الكذب
أمضينا سنوات نسيتها بسهولة وكأنك كنت تقرأ الصحائف والكتب
طويت صفحة حبي لك ولكنك لم تجب لا بالإيجاب ولا بالسلب
جبرتني على بعادك وهذا ما زرع في قلبي الحقد والصخب
محيتني من ذاكرتك كما لو أنني جدول في الرياضيات مليء بالنسب
كم سأتحمل بعد؟
بعد أن رميتني في صراع مع الزمن
كما لو أنني دخلت في حرب
لم أعد أفهم هل أستسلم لقلبي أم أوافق على ما يقترحه الشعب
باتت الكلمات تخونني وكأنني لم أدرس يوما الأدب
لا أدري كيف أعبر عن قلبي هل هو قاسي أم حنون أم إلى أي فئة ينتسب
لا أعرف من أي شيء يهرب ومن أي شيء يقترب
هذا كله من جراء أفعالك يا ابن العرب
هل أمدحك أم أهجوك أم أفتخر بك من كل جنب
سأقول حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب
فجرح قلبي لا يداويه دواء ولا ينفع فيه طب
سأدعك إلى من للناس يعفر وعليهم يتب
يا من يملك قلب من الحديد والصلب
سيأتيك يوم تذوق فيه مرارة الحب
وتشرب من نفس الكأس التي شربت منها يوم وضعتني في آخر درجة من الرتب
ستحس به طبعا إن كان لديك قلب
يا من لم تعرف قيمة ما قدمته لك من حب
أعدك بأن أخرج من هذه الحرب
وليكن في علمك أنني لا أعرف الاستسلام ولم أفشل ولم يواجهني الرسب
وسأكمل حياتي رغما هن الذين قالوا لا توجد حياة بدون حب
وأنا منذ الآن لا أعرف الحب
لقد نسيته يوم ثررت أن أنساك وأخرجك من القلب.