أدب عالمي

الآداب الغربية القديمة
تمهيد:
يرتبط التاريخ الغربي القديم بتاريخ الشرق الأدنى القديم وكان هذا التاريخ عالميا سيطرت ممالكه على معظم المناطق، وكانت بلاد اليونان بمفهومها الجغرافي الواسع أول منطقة في أوروبا تتأثر بهذا التاريخ الذي وفد إليها من الشرق.
ويلح أغلب الدارسين على التشابه الموجود بين الأفكار الأسطورية والمعتقدات اليونانية وبين أساطير الشرق فقد اقتبست اليونان عناصر من أدب السوماريين والبابليين والفينيقيين والمصريين، يتضح من خلال هذه الملاحظات أن للأساطير أهمية بالغة في فهم تراث اليونان ومظاهر حضارتهم المختلفة، ففهم تاريخهم وتذوق أدبهم وتحليل نظرياتهم المختلفة مرتبط بمدى فهم الدارس لأساطيرهم.
كانت اليونان قديما تمتد فوق شبه جزيرة البيلوبونيز وجزر بحر إيجه والشاطئ الغربي من آسيا الصغرى، ويرجح المؤورخون أن اليونان يمثلون شعوبا انحدرت من الشمال وأقامت حضارتها بعد حروب طويلة مع السكان الأصليين، كما خاضت اليونان حروبا طاحنة مع الفرس في القرن 5 ق.م. تمكنت بعدها من إحتلال الفرس ووصلت إلى مصر (هذا كله في عهد الإسكندرالمقدوني).
ملامح الأدب اليوناني
يمثل الأدب اليوناني نقطة البدء بالنسبة إلى الآداب الأوروبية، وما إن يذكر هذا الأدب حتى تبرز إلى الذهن 3 ألوان ممتعة من هذا الأدب :الأساطير والملاحم والتمثيليات. ويتميز الأدب اليوناني بطوابع خاصة تكاد تكون سمة تميزه في مختلف مراحله:
1- إنه أدب إنساني يعالج مشكلات الإنسان في تجربته الحياتية مع غيره من الناس ومع آلهته.
2- يتجه إتجاها نفسيا في محاولة ذكية للكشف عن أسرار النفس البشرية وخباياها.
3-إنه أدب خصب الخيال يعتمد بالدرجة الأولى على الأسلطير.
4- أدب متناسق الأجزاء يعنى بالإنسان والتناغم الموجود فيه، يعبر عن ذوق راق في مجال الصنعة الفنية.
عصور الأدب اليوناني
يختلف المؤرخون في تقسيم هذا الأب إلى عصور فمنهم من يذهب إلى أنه مر بثلاثة عصور أدبية ويذهب فريق آخر إلى أنه مر بأربعة عصور وكان من الطبيعي أن تستعمل في هذه العصور عدة لهجات( الأيونية، الدورية، الأتيكية).
1-العصر القديم:
هو مرحلة نشوء الميتولوجيا اليونانية( الأساطير اليونانية) ويتحدد هذا العصر في طورين يمثل الأول تكوين النظام المدني أما الطور الثاني فهو المحافظة على الآداب الشعبية والإتفات إلى العلوم، كان الأدب في هذه المرحلة مسموعا ترتبط موضوعاته بالأعمال الزراعية وتمجيد الأبطال في الحروب، وكانت معظم الأغاني والتراتيل تمثل طقوس دينية، تقدم في مواسم الخصب.
2-العصر الهوميري:
تمثصله ملحمتا هوميروس" الإلياذة والأوديسة" حيث تركز الأولى على بطولة الإنسان اليوناني أما الثانية فتضع العقل في المقدمة، عرف اليونان خلال هذه الفترة الشاعر هزيود صاحب" أصل الآلهة الأعمال والأيام" كما ظهرت بعض الفنون الأدبية المستمدة من الواقع ومنها خرافات إيزوب ونوادره على ألسنة الحيوان.
3- العصر الآتيكي:
يعد القرا 5 ق.م غصرا ذهبيا عرف فيه اليونان العصر إذهار لا مثيل له في السياسة والآداب والعلوم والفنون وقد نشأت ديمقراطية أثنية تنشأ التناغم أي الإنسجام بين الفرد والسلطة وقد تطورت المسرحية اليونانية وترسخت قواعدها.
إشتهر العصر في تصنيف القوانين العلمية المرتيطة بين الطبيعة والمجتمع وتوسعت علوم التاريخ وازدهر هذا الفن على يد هيرودون أبو التاريخ.
تطور النثر السياسي وارتفع شأن الخطابة وعظم شأن الخطباء مستعملين جماليات الأعمال المسرحية. لم يقتصر الإبداع على التاريخ والخطابة ةالمسرح فقط لكنه تعداه إلى الفلسفة حيث قدم أفلاطون في محاورته قضاياكما أنسبت إلى الأدب.
4- العصر الهيليني:
يبدأ في نهاية القرن 3 ق.م، ويستمر إلى القرن الأول الميلادي، وأهم ماميزه: تكوين إمبراطورية واسعة الأطراف حيث إتجه الإسكندر المقروني نحو الشرق( الإسكندرية بمكتباتها وعلمائها وجهودهم في تطوير الفلسفة والعلوم)، انعكست هذه الأحداث على فلسفة الأدب حيث توجه المبدعون إلى عالم الحياة حيث ساهم الأدبالتمثيلي ةالمسرحيات يعالج قضابا المجتمع وتعتمد بالدرجة الأساسية على الكوميدية(الملهاة).
الإلياذة تتكون من 24 نشيد و15ألف وسميت به اليود.
الملحمة:
أشهر ملحمتين عرفهما الأدب اليوناني هما ملحمتا هوميروس/ الإلياذة والأوديسة.
هوميروس إسمه ولقبه:
اختلف المؤرخون في وجود هذه الشخصية واتفقوا على أن اسمه لقب به لأمر جلل تخلل حياته، فمنهم من قال أن الكلمة تعني الأيسر في الحرب ومن قال أن معناها الخطيب ويذهب المؤوخ هيرولوت إلى أن اللفظة تعني الكفيف.
وقد اختلف المؤرخون كذلك في تاريخ ظهوره والمرجح أنه عاش مابين القرت 9و10 ق.م، قيل في شأنه:" دعوا الأساتذة يكثروا من تلقين شعر هوميروس فإن الأمة التي يرسخ في ذهنها وصف صبا الأمم على ما يبسطه هوميروس لا يسارع إليها العجز والهرم".