العلاقات والمبادلات الأدبية الشرقية القديمة
القصة على لسان الحيوان:
هي حكاية ذات طابع خلقي تعليمي تنحو منحى الرمز، يرى بعض الباحثين أن الهند أسبق الأمم الشرقية إلى هذه الحكايات في حين يذهب فريق آخر إلى الإقرار بأسبقية اليونان، يرجع تاريخها إلى القرن12 ق.م ولا يستبعد أن تكون هذه الحكايات قد أثرت في الأدبين الهندي واليوناني، يصعب في هذه الحالة الإقرار بالسبق التاريخي ولكم يمكن إجمالا تتبع نمو هذا الجنس من خلال خصائصه العامة. يكاد أغلب الدارسين في الآداب الشرقية الإجماع على الريادة الهندية( كتاب جاتاكا، ومجموعة البانغ تانترا) ثم انتقال هذه المجموعة الحكائية إلى الأدب الفارسي حيث نقلت إلى اللغة الفهلوية في عهد خسرو أنشروان، وأضيفت إلى هذه المجموعة حكايات أخرى وكانت ترجمة ابن المقفع لهذه الحكايات إلى اللغة العربية كليلة ودمنة سببا في انتقال هذا الجنس الآذي إلى الأدب العربي حيث نسج على منواله سهل بن هارون مجموعة حكايات سناها:"ثعلة وعفراء" زكتب علي بن داوود:"النمر والثعلب".
ويمكننا أن نلمس هذا اللون الآذي في كتاب الجاحظ"الحيون" وكتاب" حياة الحيوان" لذمبري
الوقوف على الأطلال بين الأدبين الفارسي والعربي:
لم يرد الطلل غرضا مستقلا وإنما كان ضمن غيره من الأغراض الشعرية، ووصف الأطلال انفعال عاطفي يغلب عليه الجانب الذاتي وقد تجلت هذه الظاهرة في الشعر العربي القديم ثم انتقلت بعدذلك إلى الشعر الفارسي، ومن أشهر الفارسين( شعراء الفرس) الذين تأثروا بهذه الظاهرة الشاعر" منو جوهير" توفي سنة 432هجري، كان نفسه الطلابي طويل يزيد على الثلاثين بيتا وقد نظم قصيدة مدحية في وصف الأطلال العربي أما "المغزي" توفي 520 هجري، فقد أكثر من وصف الأطلال وكان من المحببين للأدب العربي ولطلاليته خاصة كما ظهرت هذه الظاهرة في شعر سعدي شيرازي إلى جانب هذه الظاهرة اهتم العرب بوصف الآثار للأمم الغابرة، ومن أشهر القصائد التي وقعت عند إيوان كسرى البحتري وقد تأثر الشاعر الفارسي" الحقافي" بتفنن شعراء العر في كتابته: القائد تبكي الديار" التي دمرتها الحروب وظهر ذلك في بكاء مدينة بغداد بع أن خربها الماغول وبكاؤهم الأندلس وقد تأثر شعراء الفرس بذلك ونسخوا على منوالهم.
إن وصف الأطلال ووصف الآثار وابكاء على الديار من الموضوعات التي سبق فيها العرب الفرس بمراحل إضافة إلى فنون أخرة وهذا ما يؤكد لنا أن الأدب العربي كان رافدا.
فن المقامات بين الفرس والعرب:
حاكى حميد الدين البلخي توفي سنة558ه في مقاماته الفارسي.
مقامات الهمذاني وتختلف مقاماته عن المقامات العربية في عدة وجوه.
شخصية المؤلف تحتل المكانة الأولى، ليس فيها راوي معين.
لكل مقامة بطل خاص بها.
طغيان الطابع الصوفي والمناظرة.
ألف ليلة وليلة:
يعد هذا الكتاب من عيون الأدب الشرقي القديم، يلتقي فيه الأثر الهندي والفارسي والعربي، ويجمه أغلب الدارسين على النواة الهندية للكاتب ثم مجموعة" هزار أفسانه" ألف فراقة الفارسيين ثم ألف ليلة وليلة وقد ذكر ذلك كل من المسودي في كتابه" مروج الذهب" زلبن البشير في كتابه" الفهرس".
انتقل هذا الكتاب إلى الغرب وترجمه" أنطوان غالموان" ثم انتقل بعذ ذلك إلى العرب حوالي1834 الطبعة الأولى يولاق (أشهر المطابع القديمة) بالقاهرة وطبعه كلكتا بالهند.